عن سلسلة "الإبداع العربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، صدرت رواية "ستيمر بوينت" للراوائي اليمني أحمد زين، وفيها يكتب عن مدينة عدن في زمن الاستعمار الإنكليزي (1839-1967)، منطلقًا من اليوم ما قبل الأخير لنهاية الاستعمار، وعائدًا إلى بضعة أزمنة ماضية، ساردًا مراحل تقدّمها، حيث صارت مدينة كوزموبوليتية تجمع خليطاً من بضعة أعراق وأديان، وتطورت عمرانيًّا بمتنزهاتها وفنادقها ومقاهيها وأنديتها الليلية، كما أصبحت مركزًا تجاريًّا. وتأخذ الرواية اسمها من "ستيمر بوينت" وهي التسمية الإنكليزية التي تطلق على مدينة "التواهي"، وهي نقطة تجتمع فيها السفن في ميناء عدن.
تناقش الرواية موضوع العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر، إذ يكون سمير الشاب اليمني، الذي يعمل مشرفًا على المستخدمين في قصر تاجر فرنسي عجوز، منبهرًا بحضارة الغرب، ومعجبًا بما فعله الإنكليز في مدينة عدن، وكيف حوّلوها إلى قطعة من الجنة، خاصةً أنه قادم من مناطق الشمال التي كانت متخلفة في ذلك الوقت.
على الطرف المقابل، شخصيات ترغب في رحيل الاستعمار وتناضل من أجله، مثل نجيب الشيوعي صاحب الأحلام الكبيرة، الذي يتطلع إلى إلغاء الطبقية وطرد المحتل، وسعاد التي يحبها سمير وينشأ بينهما نقاشات حامية حول هذا الموضوع.
تتعدد الشخصيات في الرواية وتتعدد تشابكاتها وتفرعاتها الزمنية، مما يزيد من صعوبة قراءتها خاصةً أن الروائي لا يلجأ إلى السرد البسيط، بل يقطّر المعلومات ويعرض حكايات الشخصيات باقتصاد وتكثيف شديدين، ليعالج مسألة لم تعالج في الرواية العربية، وهي علاقة شعوبنا بالاستعمار، ومواقفنا الحقيقية منه.
يذكر أن أحمد زين روائي وصحفي يمني، يقيم في السعودية. له اربع روايات هي: "تصحيح وضع"، "قهوة أمريكية"، "حرب تحت الجلد"، و"ستيمر بوينت".